قضية وحدة الاديان (الجزء 12)
في الواقع، إن الشعوب العربية المسلمة (خاصة الجالية
التي تعيش في الخارج) هي التي تعاني من عواقب الجهل المتعمد أو غير المتعمد
للإعلام والسياسيين الغربيين (مثل الخلط بين الإسلام و "الإرهاب")
للرؤية الحقيقية الإسلام من حيث التسامح والتقارب بين الشعوب والحضارات. ويلعب
العنصر الديني دورًا مركزيًا بسبب سوء فهم حول مسألة حقوق الإنسان التي تسعى
"الديمقراطيات الغربية" إلى فرضها على العالم الإسلامي من خلال تقديس شكل جديد من العلمانية المشبعة بالكراهية والإقصاء والتعصب
المخالفة تماما مع رؤية الإسلام القرآني. وهو بذلك يخلق أوضاعاً من
الكراهية بين المسلمين وغير المسلمين في الغرب وبين اليهود والمسلمين في الشرق،
الأمر الذي يؤدي بالتالي إلى تفاقم الأزمة السياسية في فلسطين ويعلق إلى أجل غير
مسمى الحل المشرف للصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين. إن غياب الوحدة والاحترام المتبادل للأديان الذي يغذي
التعصب هو مصدر كل الخلافات التي تقوض العلاقات الإنسانية بين المسلمين وغير
المسلمين وبين المسلمين واليهود في العالم. في النهاية، فإن
الشركات متعددة الجنسيات للسلاح والنفط هي التي تستفيد من
تجدد مثل
هذه الأزمات الجيوسياسية الدائمة و التي تزرع الوهم كحروب دينية.
---------------------------------------------
أشكركم على اهتمامكم، وآمل أن أكون قد نجحت في تقديم
أساسيات المعايير الإشكالية وكذلك الآثار ذات الطابع المنهجي التي يفترضها هذا
الموضوع.
على أي حال، فإن هذا العرض سيساهم على الأقل في مساعدة
أي باحث على توجيه تحقيقاته في موضوع مثير للجدل ومعقد للفكر الإسلامي : قضية
"وحدة الأديان" والجدل الذي أثارته حول الرؤية الحقيقية للإسلام من حيث
التسامح والتقارب بين الشعوب والحضارات.
أود أن أضيف أن هدفه الأساسي هو تقديم رد منهجي وموثق على الحملة الإعلامية الغربية ضد الإسلام (الداعية إلى
الدمج بين الإسلام و "الإرهاب" وبين الإسلام والاستبداد إلى درجة اعتبار القرآن يحمل رؤية معادية
للسامية (على وجه التحديد معادٍ لليهود). يشكل هذا الرد الهدف النهائي للكتاب الذي ذكرناه سابقا انطلاقا من المصدر الأعلى للمعرفة
الإسلامية وهو: القرآن الكريم.
مثلما تهدف التوضيحات الواردة في العناصر التحليلية للعرض إلى المساهمة (بكل تواضع)
في التقارب بين الشعوب بغض النظر عن دينهم ونظام معتقداتهم.
شكرا
لكم.
---------------------------------------------------------------