mercredi 12 avril 2023

                                ( قضية وحدة الاديان  (الجزء 10


------------------------ 

قررنا تقديم الأطروحة الحديثة الثانية (التي تشكل واحدة من أكثر التحليلات الموضوعية والحداثية لنصوص القرآن الكريم) للمفكر السوري لدكتور محمد شحرور انطلاقاً من أعماله الأكثر شهرة وتأثيراً وهي:

-         الكتاب الاول " الإسلام والإنسان، من نتائج القراءة المعاصرة  

-         الكتاب الثاني "المواطنة والولاء للإسلام"

ومن ثم على أساس

مقابلاته على الشبكات الاجتماعية

1-     كتاب "الإسلام والإنسان، من نتائج القراءة المعاصرة"    (بيروت، دار الساقي، 2016)

يعتبر أن كلمة "الإسلام" تشمل الأديان الإبراهيمية أو التوحيدية الثلاثة، وأن صفة الإسلام عريقة عراقة الرسل والأنبياء، إذ "إنهم كلهم كانوا مسلمين وإن كلّ من اتبّعهم يُعدّ مسلماً عند الله". فكل من يؤمن بالله واليوم الآخر ويعمل صالحاً يعدّ مسلماً حسب القرآن: "إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين مَن آمن بالله وباليوم الآخِر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربّهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون" (البقرة-11). فأتباع محمد هم "الذين آمنوا"، وأتباع موسى هم "الذين هادوا" وأنصار عيسى هم النصارى ... هم كلهم مسلمون، إن التزموا بالإيمان بالله وباليوم الآخر والعمل الصالح (وهي أركان ثلاثة لا بدّ منها).... وليس محصوراً في جيل الصحابة، بل الله راض عن كل من آمن به وقام بالعمل الصالح مهما كانت ملّته الدينية في كل زمان ومكان". و"لا يشترط في المسلم أن يكون متّبعاً للملة المحمدية، لأنه قد يكون من ملة دينية أخرى". لقوله تعالى:

 ﴿ ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين ﴾.(هود-118)؛ أي أن حرية الاختيار هي التي تولّد الاختلاف بين الناس، "وهذا الأمر طبيعي فهو الذي يولّد الإبداع الخلّاق لدى الإنسان". وهذا طبعاً يتنافى مع القدرية التي كثيراً ما نُسبت إلى الدين الإسلامي، وهو منها براء. ويسمّي شحرور – و يذكر العقبات التي تحول دون تحقيق هذه الحرية بـ"الطغيان". وهو على أنواع :

-الطغيان العقائدي: أي "الاقتناع بأن أعمال الإنسان ورزقه وعمره مكتوبة عليه منذ الأزل"

-الطغيان الاجتماعي : وهو مرتبط بالعادات والتقاليد، مما يؤثر على المعتقد الديني

-الطغيان الفكري : يقول شحرور إن في القرآن عشرات الآيات التي تحثّ على التعقّل والتفكّر، ومن بينها النظر في الأرض ونشأتها.... "فكرنا التراثي مبني على الثقة السماعية لا على الحجة العقلية".

-الطغيان العلمي : يرى شحرور أن العلم التراثي المتخشب قد طغى على المسلمين التقليديين (وما أكثرهم!)

-الطغيان السياسي (وهنا بيت القصيد) : ويتمثل في هذا السياق بادعاء الربوبية والألوهية وبإسقاطهما على "القائد الذي يظن نفسه خالداً وغير قابل للنقد والمراجعة". فيظن الحاكم  أن كل البلد ملكه الشخصي وأنه يملك جميع الناس وأنهم مجبرون على طاعته.

-الطغيان الاقتصادي

2- كتابه "المواطنة والولاء للإسلام" : يعطي شحرور عنواناً لافتاً للقسم الرابع والأخير من كتابه، وعلى ضوء النص القرآني والدراسات الحديثة، يتوقف عند معنى الأمة والقومية والشعب والوطن. ثم يقول إن "الإسلام   يحث على بناء دولة مدنية وينادي إليها بشدة بدون شعارات رنّانة، لأنه يحمل في طياته الميثاق الإنساني الذي يجب أن تُبنى عليه هذه الدولة" إن "الإيمان بالولاء للإسلام يستوجب ضرورة الدفاع عن القيم الإنسانية وعلى رأسها قيمة الحرية"، والاعتراف بالآخر المخالف لنا في العقيدة وفي الرأي

في خاتمة الكتاب يقول د. شحرور إن الإسلام، بالمعنى الشامل  ً، "يدعو إلى التسامح والتآخي والتعاون والتعاطف والرحمة والبناء الإنساني بكل ما يتضمنه من بناءات: عقلي، أخلاقي، اجتماعي، هيكلي..."، مما يتعارض مع مقولات التعصب والعنف واستنكار الآخر واستبعاده.

3- مقتطف مهم من مقابلات الدكتور شحرور:

يقول الدكتور محمد شحرور : "أكبر خدعة وقعنا فيها و هو كما يقال : بني الاسلام على خمس : الشهادة....إيقام الصلاة...آداة .. الزكاة..وصوم رمضان.. والحج البيت..

على هذا الأساس (يضيف الدكتور شحرور) عزلنا أنفسنا عن العالم واعتبرنا أننا المسلمين خاصة ؟؟ بين أن الحقيقة بني الإيمان على خمس.. الإسلام مابني على خمس..أنا كمسلم أومن بالله الواحد وكمؤمن أومن بمحمد.. فانا مسلم و مؤمن في نفس الوقت... يقول الله عز وجل : "إن المسلمين و المسلمات و المؤمنين و المؤمنات"(الأحزاب- 35) مؤمنين لمحمد.. مسلمين لربنا....

يضيف الدكتور شحرور: العقل العربي عقل أوحادي (monolithique et rigide).

بعثنا الناس جميعا الى جهنم ونحن فقط الى الجنة.. بينما القرآن تعددي... التعددية قائمة و موجودة .. الحاكم هو الله..."

--------------------------------

Quintessence Connaissance Tolérance 2018 Copyright. All rights reserved. Designed by رواد المعلوميات