mercredi 12 avril 2023

                                                                                            قضية وحدة  الاديان  (الجزء 7)

للتذكير : هجرة موسى عليه السلام وبني إسرائيل إلى فلسطين

حسب روايات التوراة ... فإن بني إسرائيل جاؤوا مع سيدنا موسى إلى فلسطين هاربين من فرعون مصر وقد دخلوا في التيه 40 سنة في الفترة (بين 1500 ق.م إلى 1460 ق.م تقريبا)

بعث الله موسى عليه السلام ليخرج ببني إسرائيل من مصر ويعود بهم إلى فلسطين،.... ثم تابعوا مسيرهم إلى فلسطين، ولما أُمروا أنْ يدخلوا القدس قالوا لموسى: كما جاء في القرآن الكريم :

{قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ}، (المائدة -24)

تفسير السعدي : "فما أشنع هذا الكلام منهم، ومواجهتهم لنبيهم في هذا المقام الحرج الضيق، الذي قد دعت الحاجة والضرورة إلى نصرة نبيهم، وإعزاز أنفسهم...."

سبحان الله ما مرّ على الأنبياء شعب بخسّة هؤلاء، شعب يرون المعجزات ثم المعجزات ويرفض أن يطيع ويستسلم، فجاء عقاب الله لهم {قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} (المائدة – 26).

نجد في الآية التالية المبدأ الروحي لموسى الذي يقول    "إِنَّ الأَرْضَ للهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ" ... ، والذي يتعارض كليًا وأساسيًا مع أيديولوجية الأصوليين الصهاينة لليهود الذين يدعون إلى القوة بينما يستبعدون جميع الآخرين من الحق في أرض فلسطين,

 حيث جاء في القرآن الكريم :

الآية الاولي :

: قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ للهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ {الأعراف:128}

بعد كل هذه التوضيحات الضرورية، ننتقل إلى المشكلة المركزية التي تهمنا بشكل أساسي، وهي: هل يمكننا أن نؤمن بوحدة الأديان ونعتبر المسيحيين واليهود إخواننا في "الإسلام" ومتحدون حول التراث الروحي و الأخلاقي الإبراهيمي؟، أو على العكس من ذلك، هل يحق لنا احتكار مفهوم الإسلام، نحن أتباع الملة المحمدية (كما أكده الافتاء السعودي) وبالتالي لم نعد نعبر عن التسامح تجاه أتباع الديانتين التوحيديتين المسيحية واليهودية. ؟

للإجابة على هذا السؤال المركزي، يجب أن نعود إلى المصادر، أي إلى نصوص القرآن الكريم، وقبل كل شيء إعادة الاعتبار للمعنى الحقيقي للآيات التي تشير إلى هذه الإشكالية المعقدة.

الآية الثانية : لقوله تعالى:

-         "شرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَ مُوسَىٰ وَ عِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ"-.  (الشورى-13)

تفسير بن كثير مهم حيث يقول :

يقول تعالى لهذه الأمة: {   "شرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ } ، فذكر أول الرسل بعد آدم وهو نوح عليه السلام، وآخرهم وهو محمد صلى اللّه عليه وسلم، ثم ذكر ما بين ذلك من أولي العزم، وهو: إبراهيم وموسى وعيسى بن مريم، وهذه الآية انتظمت ذكر الخمسة، كما اشتملت آية الأحزاب عليهم في قوله تبارك وتعالى: { وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ-الأحزاب-7 } الآية. والدين الذي جاءت به الرسل كلهم، هو عبادة اللّه وحده لا شريك له

وإن اختلفت شرائعهم ومناهجهم، كقوله جلَّ جلاله:    ﴿لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنكم شِرْعَةً ومِنهاجًا﴾، ولهذا قال تعالى ههنا: "أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا" فِيهِ أي أوصى اللّه تعالى جميع الأنبياء عليهم السلام بالائتلاف والجماعة، ونهاهم عن الافتراق والاختلاف.  (نهاية النص التفسيري للابن كثير)

Quintessence Connaissance Tolérance 2018 Copyright. All rights reserved. Designed by رواد المعلوميات