mercredi 12 avril 2023

  


                                                          قضية وحدة الأديان (الجزء 9)   

أخيرًا، أحتفظ بأطروحتين معاصرتين، إحداهما تمثل الجناح المحافظ للفكر الإسلامي برعاية الشيخ يوسف القرضاوي الرئيس السابق والمؤسس للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والتي تدعو إلى ما يسميه "إسلام الوسط " وهو في رأينا تعبير غامض وغير دقيق.. ، بينما لا يعتبر إسلامًا يدعو إلى الإقصاء والتعصب

تفسير القرضاوي : الإسلام دين الأنبياء جميعا  ... كلهم دعوا الى الإسلام.. الإسلام الذي بعث الله به محمد صل الله عليه وسلم هو خاتم هذه الأديان كما قال  النبي صل الله عليه وسلم "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"

وقوله تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا [المائدة:3]

هذه أكبر نعم الله تعالى على هذه الأمة حيث أكمل تعالى لهم دينهم، فلا يحتاجون إلى دين غيره، ولا إلى نبي غير نبيهم صلوات الله وسلامه عليه، ولهذا جعله الله تعالى خاتم الأنبياء

-"وليس المراد بالتعصب (يضيف القرضاوي): اعتزاز الإنسان بعقديته أو بأفكاره التي اقتنع بها بمحض اختياره، فهذا لا يمكن أن يعاب. إنما المراد بالتعصب: انغلاق المرء على عقيدته أو فكره، واعتبار الآخرين جميعاً خصومه وأعداءه ... وإضمار السوء لهم، وإشاعة جو من العنف والكراهية لهم، مما يفقد الناس العيش في أمان واطمئنان...

 -إن الإسلام قد عالج هذه التصورات النظرية، والمشكلات العملية، من خلال ثقافة أصلية واضحة أسسها وعلمها لأبنائه، وهي ثقافة تؤسس: التسامح لا التعصب، والتعارف لا التناكر، والحب لا الكراهية، والحوار لا الصدام، والرفق لا العنف، والرحمة لا القسوة، والسلام لا الحرب.

-ومصادر ثقافة التسامح لدي المسلم كثيرة وأصيلة. وأعظمها بلا ريب هو: القرآن الكريم؛ الذي أسس أصول التسامح، ورسخها في سوره المكية والمدنية، بأساليبه البيانية المعجزة، التي تخاطب الكيان الإنساني كله. (نهاية نص القرضاوي)

ألاحظ بعض الانتقادات الموجهة للشيخ القرضاوي فيما يتعلق بحياة المسلمين في أوروبا وحقوق غير المسلمين في الدول الإسلامية, هذه الانتقادات تستهدف تصريحاته التي اعتبرها معلقوه مناقضة لمواقفه (المذكورة أعلاه) من التسامح.

- حيث هاجم القرضاوي مظاهر الاحتفالات بأعياد الـميلاد في العواصم العربية والإسلامية معتبرا إياها  (حيث قال)"حرام وعيب ولا يليق"، واعتبرها دليلاً على غباء في تقليد الآخرين، وعلى جهل بما يوجبه الإسلام في هذه الظروف. وبحسب ما ورد في تغطيات الصحف فقد اعتبر أن الاحتفال بأعياد غير إسلامية معناه "أن الأمة تتنازل عن شخصيتها الإسلامية"، داعياً الـمسلـمين للحرص على تميزهم في عاداتهم وتقاليدهم وأعيادهم. وهكذا يبرر القرضاوي (كما جاء في النقد) بهذا الـموقف كل الـمواقف اليمينية والعنصرية التي يتبناها بعض الغربيين إزاء الإسلام، عندما يعتبرون الـمظاهر الإسلامية في الـمدن الغربية تهديداً للشخصية الـمسيحية لتلك الـمدن

- النقد الثاني الموجه للشيخ : أثارت فتوى ليوسف القرضاوي حول الحج غضب رواد التواصل الاجتماعي في كافة أنحاء العالم الإسلامي: «لو أن المسلم فقِه أنه حينما يطعم جائعاً، أو يداوي مريضاً، أو يؤوي مشرداً، أو يساهم في مشروع ذي بال، أن هذا أفضل عند الله من الإنفاق على الحج والعمرة كل عام؛ لكان المفروض أن يشعر باللذة الروحية أكثر مما يشعر به حين يحرم ويطوف بالبيت ويقول: (لبيك اللهم لبيك   

 أشير فقط إلى أن أي شخص حر في الاتفاق أو عدم الاتفاق مع الدكتور القرضاوي على هاتين النقطتين اللتين تم انتقادهما

Quintessence Connaissance Tolérance 2018 Copyright. All rights reserved. Designed by رواد المعلوميات