( الجزء 2) محاضرة : قضية و حدة الأديان :
ملاحظات أولية :
يجب أن أقدم توضيحيين
لهما أهمية منهجية كبيرة:
1-
نحن نرفض استخدام كلمة
"الإرهاب الإسلامي" المستخدم
على نطاق واسع في وسائل الإعلام الغربي، ولكن بشكل أكثر دقة كلمة "إسلاموي"
(التي تشير إلى الأفكار المنحرفة والأصولية المتعصبة).
2-
تماما كما نحدث
فرقًا واضحًا بين العلمانية (كفكر أرثوذكسي
نابع من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي يدعو إلى التسامح واحترام الحق في
المعتقد) والعلماوية (وهي فكرة دوغماتية
وتمييزية ومعادية للإسلام رائجة على نطاق واسع خاصة في فرنسا)
بالنسبة لنا، هناك شكل واحد فقط من
أشكال الإرهاب، باختصار يسمى "الإرهاب" لا يمكن أن ينبع من الإسلام الذي
يدعو إلى التسامح والسلام والتقارب بين الشعوب والاحترام المطلق لحقوق الإنسان.
يقول الله تعالى :
"مَن قَتَلَ
نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ
جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا" (المائذة - 32)
تحذير بسيط فيما يتعلق بالأسلوب الكلاسيكي أو التقليدي لنص
تفسيرات الآيات القرآنية أحيانًا غير متماسكة وأحيانًا يصعب فهمها باستثناء تفسرين لإابن كثير
و السعدي اللذين هما أوضح من سائر التفسيرات . وبالتالي سأحاول أن أقدم لكم أوضح تفسيرات الآيات القرآنية، ستجدون التفسيرات الأخرى في نسخ الوثيقة المكتوبة التي يمكنكم
الحصول عليها في نهاية هذه الندوة والتي هي أكثر تفصيلاً من عرضي الشفوي.
دون الخوض في الجدل حول مناهج التفسير المختلفة
والتي تتطلب الكثير من الوقت لتقدير رهاناتها (تفاسير
أهل السنة والجماعة
تفاسير الصوفية, تفاسير المعتزلة, تفاسير الشيعة)، أحاول مناشدة
أشهر تفسيرات أهل السنة والجماعة ، والتي غالبًا ما يتم اعتبارها واستخدامها كمراجع موثوقة، أقتبس:
-
تفسيرابن كثير (ابن
كثير باسمه الكامل أبو الفداء عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي
هو فقيه شافعي ومؤرخ. ولد سنة 701 هـ / 1301 م. ج- م في بصرى وتوفي في 7 شعبان 774
هـ )
- التفسير الميسر (التفسير الميسر هو تفسير معاصر جمعه وعمل عليه مجموعة
من العلماء في علم التفسير، وتم نشره من قبل مُجمّعُ الملك فهد لطباعة المصحف
الشريف في المدينة المنورة)
- - تفسير السعدي (المؤلف:
عبد الرحمن بن ناصر السعدي) : المؤلف: عبد الرحمن بن ناصر السعدي ( 1889-1956) و يقدم السعدى تفسيرًا كاملًا
للقرآن الكريم بأسلوب عصرى سهل وواضح فى الوقت نفسه
- تفسير الجلالين (بدأ في عام 1459 على يد جلال الدين المحلى وانتهى عام
1505 على يد جلال الدين السيوطي.)
- - تفسير الشوكاني : المؤلف: محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني
اليمني (1173 - 1250هـ) يعتبر تفسير الشوكاني أصلاً من أصول التفسير
تفسير البغوي : المؤلف: الحسين بن مسعود بن محمد، الفراء، أبو محمد، ويلقب بمحيي السنة، والبغوي : من
بلدة يقال لها : (بغ) وبَغْشور، وهي بلدة
بخراسان بين مرو الروذ وهراة . (214 هـ-317 هـ) الموافق : ( 1044 – 1122 م)
-------------------
هذه الآية تكتمل بالرؤية القرآنية لـ "الجهاد" :
«لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ
لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن
تَبَرُّوهُمْ ... (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ
فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ
(سورة الممتحنة - 8-9)
على عكس الأصوليين المتعصبين الذين
يعتقدون أن الجهاد هو عمل عنيف وقاتل لمحاربة "الكفار"
الذين يعارضون شعيرة النبي محمد (صل الله عليه و سلم) الإسلامية، فإن هذه الآية
تفترض بشكل حصري واجب المسلم أنه في حالة إذا سعى
العدو إلى إخراجك من بلدك او من بيتك أو لقتاله في الدين. هذا هو الحال بالفعل
مع مقاومة جميع أنواع الاحتلال بشكل عام او في مواجهة الحروب الصليبية في الماضي.
