mercredi 12 avril 2023

 

 

(الجزء الأول) قضية "وحدة الأديان"  

La question de l’unité des religions

A propos de la controverse qu'elle a provoquée sur la vision réelle de l'islam en matière de tolérance et du rapprochement entre les peuples et civilisations

-------------------

قضية "وحدة الأديان"

والجدل الذي أثارته حول الرؤية الحقيقية للإسلام من حيث التسامح والتقارب بين الشعوب والحضارات.

-------------------------------------------------------

 

محاضرة

تقديم  :  د. أحمد سعيدي

مارس 2023

---------------------------

قضية "وحدة الأديان"  (الجزء الأول)

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين وعليه نتوكل، وصلِ اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد :

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته. مرحبا أيها الحضور الكريم

في هذا البحث سأطرح لكم واحدًا من أهم القضايا التي تهم فئات المجتمع العربي الاسلامي بأكمله وهي قضية وحدة الاديان والعواقب المحتملة التي يرجح أن تولدها هذه المشكلة على العلاقات الإنسانية بشكل عام والجدل الذي أثارته حول الرؤية الحقيقية للإسلام من حيث التسامح والتقارب بين الشعوب والحضارات، انطلاقا من التفسير الحقيقي والمعترف به بالإجماع لنصوص القرآن المتعلقة بهذا الموضوع)

 قررت أن أتناول هدا الموضوع في هذا البحث من أجل نشر الفائدة للجميع لطالما أصبح هذا الموضوع من أهم الموضوعات التي شغلت الرأي العام في الآونة الأخيرة، وبخصوص على مستوى التواصل الاجتماعي.

أدرك جيدًا أن الموضوع يشكل أهمية كبيرة للعالم أجمع وليس في مجتمعنا فحسب, على الرغم من أنه لا يمكن استيعابه في بضعة صفحات, فقد حرصت على عرض اهم الأفكار الرئيسية التي تتناول الموضوع بمنظوريه الإيجابي والسلبي  متمنيًا من الله التوفيق في عرضه.

لقد طلب مني أصدقائي( باحثون جامعيون وأصدقاء عمل قدامى من وزارة المالية )  أن أشرح لهم بطريقة منهجية الرؤية الحقيقية للقرآن حول هذا الموضوع المعقد، الذي يقع في قلب الخلاف بين الغرب (الإسلاموفوبي) والإسلام. يجب أن نتذكر أن اللجنة الدائمة للإفتاء في السعودية حسمت الجدل بشان الدعوة لوحدة الأديان او ما يسمى البيت الابراهيمي  (أقتبس الكلمات الدقيقة المستخدمة من البيان !!)   و ذلك في شهر فبراير 2023 .  ينص هذا الافتاء على ما يلي باختصار:

-"لا يوجد على وجه الأرض دين حق سوى دين الإسلام وانه خاتم الأنبياء.." (على هذا المستوى ، فإن المشكلة المطروحة تتعلق بتفسير كلمة "إسلام" في نص القرآن ".)

-"يجب اعتقاد كفر كل من لم يدخل في الإسلام من اليهود و النصارى و انه في اهل النار" (موقف تكفيري واضح)

-"لا يجوز لمسلم الاستجابة لدعوة بناء مسجد و كنيسة و معبد في مجمع واحد..." (بالعكس ما قامت به الامارات العربية المتحدة)

يجب أن نوضح مسبقًا أننا نتعامل مع موضوع أحدث  انقسامات وفتن في العالم الإسلامي منذ البداية ويتبلور في مفهومين متعارضين: التسامح والتكفير. يأتي جوهر المشكلة من تفسير النص المقدس للقرآن الذي يعارض بشكل دائم التفسير الأصولي والمتشدد من جهة والتفسير الموضوعي والعلمي من جهة أخرى.

يمكن تفسير عيوب فهم الإسلام من خلال التطور (عبر التاريخ) لتفسيرين انحرافين، أحدهما من أصل داخلي للمجتمعات العربية الإسلامية والآخر من اصل غربي (منذ الحروب الصليبية) يعرف  بالعقيدةالغربية  التمركزية العرقية (idéologie occidentale ethnocentriste)

 بينما في الواقع، فإن الانحرافات ذات الطابع الإيديولوجي والسياسي للنظامين الفكريين (الغربي والعربي-الإسلامي)، هي أصل الخلافات والحروب والغزوات، والتي بلغت ذروتها مع تطور الأفكار الأصولية المتعصبة في فترات تاريخية مختلفة، وهي:

* الأفكار الإسلاموية (وليست إسلامية)  الظلامية والأصولية من جهة ، و

* الأفكار "العلماوية" (وليست علمانية)  العرقية، العنصرية والمعادية للإسلام من جهة أخرى

Quintessence Connaissance Tolérance 2018 Copyright. All rights reserved. Designed by رواد المعلوميات